في احدي المناقشات حدث سوء تفاهم عادي بيني وبين احد الزملاء
وقد رأيت ان هناك متربصين لنا من مذاهب اخري
فأردت ان انهي هذا الاختلاف فأعتذرت للزميل
الا انني فوجئت ان الزميل تجاهل اعتذراي واصر علي موقفه المتعنت وعلي وجهة نظره الخاطئة
وعندما اشرت الي هذا ...فوجئت ان الزميل قد اعتبر اعتذاري اقرار بالذنب
اذا انا مخطيء ولذلك فهو يحتفظ بحقه ويتمسك بوجهة نظره الصحيحه
وقد شعرت باستياء شديد...
وماعظم استيائي ان احدي الزميلات صاحبة عقل ناضج ورؤيه سليمه لمختلف الامور .
.اراها وقد حمكت بيننا علي اني المخطيء والدليل علي خطئي هو اعتذاري
لذلك اردت اوضح ان هناك مفهوم مجرد ومفهوم شمولي لمعني الاعتذار
ان الاعتذار في معناه المجرد عباره عن اقرار بالخطأ ومحاوله لترميم جسور الموده بيننا وبين من نخطيء في حقهم
ولكن في معناه الشمولي هو عبور لنقطة الخلاف للوصول الي غاية اسمي وهي الهدف الاساسي من الحوار
والحقيقه اننا لا نعي مدي اهمية اعتذارنا نظرا لعوامل كثيره
اهمها علي الاطلاق ..ثقافتنا وعدم ادراكنا الصحيح لمعني الاعتذار
فنري ان كثيرين من الناس ينظرون الي اعتذارنا علي انه دليل علي تدني الفكر وانه اعتراف بالخطأ
واننا نخطيء دون وعي ثم نعتذر لننقذ انفسنا من الغرق في بئر الخطأ ( كنظرة الزميله والزميل السابق ذكرها)
واعود الي المفهوم المجرد للاعتذار ...
فنري انه هام لترميم جسور الموده واعادة الثقه بيننا وبين الاخرين
( بشرط ان يعي الاخرون ان اعتذارنا ليس عن ضعف وانما هو احقاقا للحق )
وما يهمني ان اذكره الان انه لابد ان نسمو فوق الالفاظ ..بمعني اننا لابد ان نرضي باعتذار الاخرين لنا
حتي لو كان الاعتذار غير ملفوظ وانما جاء بلفته او اشاره او اي شيء اخر
علي سبيل المثال ليس هاما ان نسمع كلمة الاعتذار نفسها ( اعتذر ) باللفظ ولكن يكفينا اشاره للاعتذار
حتي لو كان الاعتذار مجرد ابتسامه او ورده او تحيه او مصافحه
لابد ان نعي جميعا ان الاعتذار :
يعبر عن الثقه بالنفس والعوده الي الصواب دون الاهتمام بالنظره الدنيويه لضعيفي النفس
علي انه ضعف للشخصيه او مهانه اومذله
شكرا .....