لا تثمر شجرة الصداقة بين عشية وضحاها لكنها قد تموت في لحظات فالانسان منا واستشعارا لمبدأ المصالح الحكومية ( يكون المهم من تعرفه لا ما تعرفه ) قد ينفق اياما يتقرب فيها من شخص لفت نظره بطريقة ما وما يتم مرادة ويتعرف اليه خاطبا وده الا وتجده يقضي اوقات فراغه _ يحسبها كذلك ففي الحقيقة لا يوجد بالعمر اوقات فراغ حبينا بها فالحياة فرصة واحده_ يتجاذبون اطراف الحديث حتى تنمو شجرة الود بينهما وتزهر , ولكن ......
قد تتحكول المتعة الى ألم,
فلأن العام يحوي الى جانب الربيع فصولا أخَر منها ما هو على النقيض منه فللحياة حس فكاهي رهيب , فهل ستعبر شجرتهما خريفها بعواصفه وأمطاره بسلام..؟
هناك مصائر متباينه في انتظارها :-
جانب مشرق على شاطئ الخريف ينتظرها ان هي أخذت بأسباب النجاة وأراد غارسوها لها البقاء ..,
قطعا لن تخرج بردائها الذي خاضت به ذاك اليم المتلاطم , ستفقد أوراقا وربما أغصانا علمت بالتجربة انها عبئا عليها وستهبط بها الى القاع , تلك الغصون حبلى بالحسد وأخواته .
أما المصير الثاني الذي ينتظرها فهو شاطئ الى الشمال لا حياة فيه الا من بعض الاشباح يقطنون أطلالا ترسو اليه اذا فقدت الكثير من أغصانها الحيوية التي تمثل زاد الرحلة ودافعها الى المسير فتتوقف عن النمو ثانية وتبدأ في التآكل تدريجيا حتى لا يبقى منها سوى أطلال تشهد انها كانت في يوم من الايام شجرة يافعة فتية ,
بيد أنها لا تصير الى ذلك الا اذا كانت بذورها من النوع الردئ كحال القطن المصري_ أو بمعنى أدق شبح القطن المصري _ بعد التدخلات العلمية المستوردة والهندسة الوراثية ( التلاعب بخلق الله ) .,
فإذا شاب بذور الصداقة بذور طفيليات كشجرة المنفعة وأقاربها فإن الصداقة لا يتسنى لها الإيناع اذا آتت شجرة المنفعة ثمارها وربما لا يمهلها الوقت لترى ذلك فقد يظل المرء صديقك حتى يقترض منك.,
كذلك قد تكون نهاية رحلتها محتضنة قاع اليم اذا غرست في بيئة فاسدة عندها يكتشف المرء أن صديقه ليس الصديق الذي أمّله,
من أجل ذلك كان لكل صداقة وقت تمو ت فيه قد لا تنتهي مرة واحدة لكنها تذبل شيئا فشيئا...,