أنتشر في العالم كله قصص معرفة شخصية الإنسان من البرج أو النجم الذي ولد فيها ، فمن ولد في برج الثور يتصف بالغضب وعدم الصبر ويصلح بالعمل في المعسكرات والحراسات الأمنية . ومن ولد في برج الحوت بطبيعة حاله كريم وحسن الأخلاق وذكي اجتماعياً . أيضاً قرأت الكف والفنجان وهذه قصة أخرى لوحدها فكون كفك شديدة الوضوح والملامح ( أقصد بذالك الخطوط الموجودة في اليد ) فهذا دليل لوضوح مستقبلك وإشراقه . الكثير من الخزعبلات التي انتشرت في أقطار العالم من مشرقة إلى مغربه ومن جنوبه إلى شماله .
في إنجلترا صدر كتاب اسمه ( الحكم على الناس ) ، في هذا الكتاب طرق مؤلفيه وهم عالمان من علماء الدراسات النفسية طرق غير تقليدي ، بتوضيح الصورة لناس بأن الاستدلال على شخصيات ونوع مزاجهم عن طريق النجوم والأبراج أو قراءة كفهم وفنجان القهوة الذي يخصهم هي محض خزعبلات وأشياء ليس لها من المنطق أي نــصيب .
لكن هنالك شيء جميل طرحه أحد المؤلفين ( دوجلاس ماكنزي ديفي ) في كتابهم الممتع ، بأن الشيء السريع في أســتنتاجة والمنطقي علمياً هو الخــط ، نعم خــط الإنسان تستطيع الاستدلال منه أثناء الكتابة عن شخصيته هل هو بخيل .. أم كريم ، هادئ .... أم عصبي .... متوازن ....أم غير متوازن .
دقق في خط من تجهل شخصيته أن كنت تريد معرفة بعض الأشياء الصغيرة في حجمها ... والكبيرة بمعناها ، فـدراسة الخطوط بدأت منذ أكثر من 140 عاماً .
هنالك صديق عزيز لي أعرفه قرابة الخمس سنوات ولا زالت العلاقة ولله الحمد قائمه ، كنت في بداية أمري أجهل هذه الشخصية من نواحي كثيرة ، بل أني أنفر منه أذا قابلته مع بعض الزملاء ، وأحاول تجاهل الجلوس معه أو قبول دعواته المتكررة لي لشرب القهوة سوياً في الحرم الجامعي لدردشة . كنت أضن بأن هذا الشخص لا يتوافق معي في أي شيء وبأنه صعب المراس وتفاهم ، مع أني ولم أجلس معه ولم يستمر الحديث بينا أكثر من ثلاث دقائق في كل الأحوال . ولكن
أتت تلك المرة وشاء القدر بأن يصبح زميلي في اختبار عملي عليه الكثير من الدرجات ، أي لا مفر منه أبداً أما صحبته أو علامة الـ o . بدئنا بسلام وجدنا محور حديث نتكلم عنه ونناقشه ، وجدت أن صورة هذا الشخص الموجودة في رأسي بدأت تتلاشى ، هنالك صورة جديدة ولدت ، صورة حقيقة لها ملامح الاحترام ، والتقدير ، والمرح .... الكثير في هذا الشخص . أصبحت التـقية بين ساعات الدراسة وإجازة أخر الأسبوع ، سافرنا معاً عرفته أكثر . بعض الأوقات أتساءل كيف ولدت تلك الفكرة ومن أين ولماذا ؟
جواب هذه الأسئلة بأن عندما حولت أن أعرف الرجل من ملامحه ومظهره الخارجي كنت مخطئ تماماً
الرجال مخابر وليسو مظاهر .... صدق من قالها ، وأبصم له بالعشرة .
في النهاية فأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى ، عظمة قدرته ......